الخميس، 19 مارس 2009

مسبار لحل مشكلة الشخير المزمنة

عند حلول الليل تبدأ في بعض غرف النوم في شتى بقاع العالم موسيقى نشاز يشكو من سماعها أحيانًا الجيران والمقصود هنا الشخير. إذ بينت احصاءات المانية ان اكثر من اربعة ملايين شخص في المانيا يصدر عنهم شخير خلال النوم بشكل مزعج وسبعة اضعاف هذا العدد يشخر بشكل عادي وغير منتظم. ولا تؤدي هذا المشكلة فقط الى ازعاج الشريك في السرير بل تتعداه في بعض الاحيان الى تأثيث غرفة نوم مستقلة للزوج او الزوجة بعد أن يصبح لا نفع من الهزة لإيقاظ من يشخر. واهتم معهد DGSM مركز البحوث البرليني لحالات الشخير وعلاج النوم بهذه المشكلة، فاتضح له بعد دراسة حالات كثيرة ان مطلق الشخير هو في اغلب الاحيان الرجل ( 4 من 5 حالات) لكن اذا ما ايقظته زوجته ينكر التهمة ويتحدث بكلمات غير واضحة ثم يعود للنوم والشخير، مما يدفع بالزوجة الى حمل غطاءها والبحث عن مكان هادئ يكون احيانًا في سرير اولادها.

وبحسب دارسة المانية حديثة فإن ظاهرة الشخير تعني ان النائم يعاني من توقف منتظم للتنفس ويسمى باليونانية Apnoia او السكون الهادئ ، وبحسب التفسير العلمي يعني انقطاع التنفس الذي يحدث على دفعات ويدوم بضع ثوان.
وقد تكون الطريقة التي بدأت في المانيا هي احد اهم الحلول للشخير، حيث يتم كي الجزء اللحمي الطري الذي يتدلى من سقف الحلق لانه المسبب الرئيس في سد مجرى الهواء لفترات متفاوتة عند النوم على الظهر، وبدلا من استخدام المباضع الجراحية يلجأ الجراح الان الى هذه العملية البسيطة التي لا تحتاج ايضا إلى الاقامة في المستشفى وذلك عن طريق مسبار.

وبحسب شرح الدكتور برند شتاين مدير الشركة التي صنعت المسبار في ميونيخ لايلاف فان العملية يجريها طبيب الانف والاذن والحنجرة بعد تخدير موضعي بسيط لا يختلف عن تخدير طبيب الانسان لسن الجزء الاخير من الفم. ثم يدخل المسبار المشكل من سلكين لقطبي السالب والموجب والمتصل بموجات راديو عالية في آخر الفم، الى ان يصل الى القطعة اللحمية الرخوة ( طرطوفة) التي تنزل من سقف الحلق ، فيغرزه فيها على عمق 8 ملم. ومع درجة حرارة تصل الى الستين يتم كي هذا الجزء بدون اسالة دم. بعدها يظهر محيط باهت اللون ينكمش من نفسه بعد اقل من اسبوعين ويبقى من( الطرطوفة) جزء بسيط .
وتستغرق العملية اقل من 15 دقيقة ولا داعي لتناول مضاد حيوي بعد ذلك لكن قد يحتاج المرء الى مسكن بسيط مع مراجعة الطبيب مرة واحدة فقط بعد اسبوعين او ثلاثة اسابيع.
وتسمى هذا التقنية الطبية الجديدة Bioplare Sonde اي موجات راديو مؤثرة يبقى التيار الكهربائي فيها نشيطا فقط بين القطبين السالب والموجب اللذين يشكلان رأس المسبار، مما لا يحلق الضرر حتى بالذين اجريت لهم عملية قسطرة.

وتعود اسباب الشخير بالدرجة الاولى الى استرخاء كامل عضلات الجسم اثناء النوم بخاصة على الظهر، حيث يبقى الفم مفتوحًا وتدخل اليه كميات من الهواء ترتطم ( بالطرطوفة) في سقف الحلق وهي طويلة لدى البعض، وهذه العملية تحدث ارتجاجًا يؤدي الى سد مجرى الهواء قليلاً فيصدر صوت خشن وهو الشخير او شهقة اثناء وكان ا لنائم اصيب باختناق. اما اشتداده فيكون نتيجة تراخي عضلات البلعوم والحلق وبالتالي سد هذه القطعة اللحمية الرخوة واللسان مجرى الهواء العلوي، فيسبب ذلك اعطاء الدماغ اوامر مشوشة للعضلات من اجل الاسترخاء.
وفي محاولة عضلات التنفس في البطن التغلب على هذا العائق، ولكن من دون نجاح، يصبح النائم المتعب في هذه الاثناء اقل هدوءًا، فيتقلب يمينًا ويسارًا محاولاً الاستيقاظ من دون فائدة، لكن اذا ما تمكنت هذا العضلات من التخلص من الضغط وحررت مجرى الهواء العلوي افسحت الفرصة للتنفس لمدة ثوان فيتحول ذلك الى شخير.

وبحسب قول الدكتور شتاين تتكرر هذا الحالة حتى 400 مرة في الليلة الواحدة وتدوم ما بين بضع ثوان ودقيقة مما يؤدي الى نقصان الاوكسيجين في الدم وتكون نتيجة ذلك عدم وصول ما يكفي من هذا المادة المهمة للحياة الى الدماغ وعضلات القلب، وقذف الجسم المرتجف المزيد من هورمونات الارهاق. لذا فلا عجب من اصابة الشخص الذي يشخر بالتعب الشديد اثناء العمل فمن ساعات النوم الست العادية لم يتنفس مدة ساعة على الاقل اذا ما جمعت الدقائق والثواني فينعكس ذلك على نشاطه في اليوم التالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق